كواليس الطاقة تفتح الملفات المسكوت عنها : كيف يتحكم رجل مبارك القوي وشلته داخل قطاع البترول
كتب-احمد عصام
انقذته العناية الإلهية من الموت المحقق في سبتمبر 2019 عقب تعرضه لحادث مروري مروع على الطريق السريع وهو عائد من حفل تكريم المهندسين المتفوقين أقيم في الفيوم، كان يُفترض أن يكون هذا الحادث بمثابة جرس إنذار إلهي لرجل نظام مبارك القوي الذي يدير قطاع البترول من نقابة المهندسين، وبعد سقوطة في أنتحابات النقابة الأخيرة جرس إنذار يخرج به من عالم الشللية وجماعات المصالح إلى فضاء العدالة وإحقاق الحق في أن يصل إلى درجته وموقعه في قطاع البترول من يستحق، لا من يشترط أن يكون من شلته وينفذ تعليماته وتوجيهاته على طول الطريق.
عن المهندس هاني سيد محمد ضاحي، الشهير بهاني ضاحي نقيب المهندسين السابق ووزير النقل والمواصلات الأسبق والصديق الصدوق لعائلة الرئيس الأسبق محمد حسين مبارك، التي كانت تعهد إليه دائمًا بالمهام الخاصة جدًا أكتب لكم هذا التقرير.
يرتبط هاني صاحي بعلاقة خاصة جدًا مع المهندس ابراهيم محلب الذي أتى به وزيرًا للنقل، عيّنه محلب خلال حكومته الأنتقالية، رئيسًا لشركة الصعيد للمقاولات، خلفًا للمحاسب محمود محمد محمود عبدالباسط، وهو ما أضاف لـ”ضاحي” خبرات جديدة في مجال المقاولات، ولكن بعد تعيينه طالب العاملون بالشركة، إقالة مجلس الإدارة وعلى رأسهم هاني ضاحي خلال جمعية عمومية غير عادية للعاملين بالشركة عُقدت خصيصًا لهذا الهدف.
صداقته مع محلب بدأت منذ فترة بعيدة، لكنها تعمقت أكثر وقت أن كان الأخير رئيسًا لشركة “المقاولون العرب” وضاحي رئيسًا لشركة “بتروجيت” إذ جمعتهما كثير من المصالح المشتركة بين الشركتين الكبيرتين، من بعدها فإن شراكة قوية أرتبطت بين نجل المهندس ابراهيم محلب وهاني ضاحي، ليس هنا موضوعها، إنما موضوعنا الآن هو تلك السيطرة الشاملة والقوية لهاني ضاحي على قطاع البترول وأثرها على المزاج العام والإنتاجية في هذا القطاع.
كان هاني ضاحي من “شلة جمال مبارك”، وقد تولي رئاسة العديد من شركات البترول، في زمن سامح فهمي، إلى أن أصبح رئيس الهيئة العامة للبترول، وعلى الرغم من بلوغه السن القانوني للإحالة للمعاش إلا انه إستمر في موقعة وقتها بالمخالفة للقانون.
لا توجد كرامة واضحة للمهندس هاني ضاحي لا في مواقعة التي تولاها في زمن مبارك بشركات البترول ولا في المواقع التي تولاها بعد انهيار نظامه في 25 يناير 2011، وحتى حينما كان ضاحي وزيرًا للنقل خرج مع أول تعديل وزاري، بعد فشله في إنجاز المشروع القومي للطرق، وإهماله قطاع النقل النهرى منذ توليه حقيبة الوزارة ما تسبب فى غرق مركب الوراق الذي راح ضحيته ٤٠ مواطنا.
الشيء الوحيد الذي علق في أذهان قطاع النقل أنه وهو وزير للنقل اشترى بـ ٢٨ مليون جنية حلاوة المولد النبوي الشريف ما دفع وقتها أحد المحامين إلى التقدم ببلاغ ضده إلى نيابة الأموال العامة بتهمة التبديد والإسراف في إدارة المال العام، الشيء الوحيد الذي يُجيده هاني ضاحي هو العلاقات العامة، فهو مبدع في مبدأ ” اطعم البق تستحي العين”.
هاني صاحي هو زوج السيدة ثريا حمّاد شقيقة طلعت حمّاد أمبراطور الصفقات الكبرى في عهد مبارك، كانت السيدة حرم هاني ضاحي مدير عام الكهرباء في شركة بتروجت نقلها الى درجة نائب رئيس مجلس إدارة في شركة انبي للبترول، مباشرة عقب تعينه رئيسًا لهيئة البترول.
ما سبق قد لا يعنينا كثيرًا فهو عهدٌ قد ولى وراح، الذي يهمنا ويهم الجمهور العريض من العاملين في قطاع البترول الآن هو تلك السيطرة العنكبوتية التي يفرضها هاني ضاحي على القطاع من خلال شبكة يُجسد المهندس طارق الملا وزير البترول الحالي أحد أهم خيوطها إلى جانب عدة خيوط أخرى سنكشفها بالتفصيل في هذا الموضوع وموضوعات لاحقة.
من أهم أفراد هاني ضاحي أشرف بهاء الذي فشل فشلا زريعا في شركة أنبي حيث تدهورت الشركة في عهدة ولكن قوة وسطوة هاني ضاحي جعلت منه رئيسا لشركة صان مصر مع العلم بأن هناك أجدر وأولى منه برئاسة الشركة، هذه السياسة التي أتت بأشرف بهاء إلى مقدمة الصفوف في صان مصر دونما مبررات لذلك هي نفسها السياسة التي يعتمدها أشرف بهاء في الشركة بإزاحته الكفاءات عن مراكز القرارحتى لا يزعجه أحد في أي قرار يتخذه هو أو يتخذه سيده ضاحي من مكتبه في نقابة المهندسين.
قد يسأل سائل ومن أين لهاني ضاحي بكل هذه القوة التي نتحدث عنها، وقد ترك القطاع ولم يعد له نظريًا اي تأثير عليه؟!.. أقول، هيا بنا نتجول في فرح “م. شريف” نجل المهندس هانى ضاحى وزير النقل السابق وحرمه م.ثريا حماد نائب رئيس شركة إنبى للبترول وقتها، وهذا الاحتفال بعقد قران “م.شريف” على “آية الله” كريمة د. هشام محمود العجماوى وحرمه م. نهلة جاد الله مدير مشروعات شركة إنبى.
قام بعقد القرآن د.على جمعة داخل قاعة السلام بمسجد المشيرطنطاوي وكان ضمن الحضور م. إبراهيم محلب رئيس الوزراء الأسبق ومساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، السفيرة فايزة أبو النجا مستشار الرئيس للأمن القومى، د.أحمد زكى بدر وزير التنمية المحلية، اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق، سامح فمى وزير البترول الأسبق، د.جلال السعيد محافظ القاهرة الأسبق، د.منير فخرى عبد النور وزير الصناعة والتجارة السابق، محمود أبوالنصر وزير التعليم السابق، بالإضافة إلى م.ألفت عزت حرم رئيس الوزراء م. شريف إسماعيل وعدد كبير من أسرة العروسين والأصدقاء المقربين ممن شاركوهما مراسم الاحتفال.
تتمتع شلة هاني ضاحي بنفوذ كبير في قطاع البترول يفوق نفوذ طارق المُلا نفسه وهو وزير البترول المختص الآن الذي يُفترض الرجوع اليه هو في القرارات المصيرية التي تخص شركاتهم، لكنهم يكتفون فقط أن يستأذنوا هاني ضاحي نقيب المهندسين.
ومن هذه الشلة محمد عبد الحافظ رئيس مجلس إدارة شركة سوميد، ، ويكفي أن تعرف أن حالة الرضا من هاني ضاحي على محمد عبد الحافظ، دفعته دفعًا لأن يكون من كبار القوم، الذين يمتلكون قصورًا في “مراسي” بالساحل الشمالي، قدرت المصادر قيمة قصر محمد عبد الحافظ في مراسي ب50 مليون جنيه، هذا إضافة إلى قصره في التجمع الخامس، وما خفي كان أعظم.
ولا يجب هنا أن نتوقف عند الحادث الذي جرى لواحدة من السيارات التي كان يركبها نجل أحد رؤساء الشركات الكبري في قطاع البترول، والتي بدلًا من أن يتم معاقبة من أعطاه هذه السيارة بغير حق ليهدر قيمتها ويعرّضها للتلف، قام رئيس مجلس الإدارة بسحب السيارة وإصلاحها بالكامل على حساب الشركة، ذلك أن علاقة محمد عبد الحافظ بهذه الواقعة محل بحث الآن، لكنه يكفي أن تعرف أن هاني ضاحي كان له الفضل الأكبر في أن يتم تعيين نجل محمد عبد الحافظ في شركة إنبي.
إننا هنا وإن كان يجدر بنا أن نسأل وزير البترول المهندس طارق المُلا عن الكيفية التي تم المد بها لمحمد عبد الحافظ مرتين من بعد وصوله السن القانوني لخروجه إلى المعاش؟ فإن الإجابة لن نجدها عند السيد الوزير بقدر ما هي عند ولي نعمة الوزير ومحمد عبد الحافظ معًا.. عند هاني ضاحي.
يعرف هاني ضاحي جيدًا كيف يقفز على جهود ونجاحات غيره ونسبتها إلى نفسه، فعندما أسس محمد رشدي شركة “صان مصر” ووضع لبناتها واحدة تلو الأخرى حتى أصبحت واحدة من كبريات شركات القطاع، جئ بهاني ضاحي في العام 2001 وقد كان وقتها مجرد مهنس كهرباء يتنقل من شركة إلى أخرى وأجلسوه علي كرسي محمد رشدي رئيسًا لشركة “صان مصر”، كان أهم إنجاز لهاني ضاحي في هذه الشركة هو تحويل الأرباح إلى دولارات، ونظرًا لفرق العملة فقد ارتفعت الأرباح في عامه الأول عن الأعوام السابقة، في عملية تضليل لم يشهدها القطاع في تاريخه، تحول من رئيس يباشر أعمال التنمية التي تحقق الأرباح إلى تاجر عملة يكسب من فروق سعر الصرف.
في العام 2003 وبعد صدور قرار جمهوري بتعيين المهندس مصطفى شعرواي رئيس مجلس إدارة بتروجت، رئيسًا للمنطقة الإقتصادية في العين السخنة، قام سامح فهمي بتصعيد هاني ضاحي من رئاسته شركة “صان مصر” ليصبح رئيسًا لبتروجيت.
دخل هاني ضاحي إلي بتروجيب ومعه شلته، التي كوَنها في مواقعه السابقة، وكان يعهد إليها بكل طلباته وفي تنفيذ قراراته، وأثناء رئاسته للشركة قام بالدخول في مشروعات خارج مصر، بعضها كان للشو الإعلامي فقط.
ومن رجال هاني ضاحي الذين اختارهم لهذا الشو سعيد مصطفي، الذي مٌنيّ فرع الشركة في ليبيا على عهده بخسائر فادحة، لكن هاني ضاحي بعد أن تم اختياره وزيرًا للنقل، توسط لسعيد مصطفى فأتى به من ليبيا رغم فشله العظيم ليتم تعيينه محافظًا لدمياط، فقط لأنه “مصطفي” كان من رجاله.. يكفي أن تعرف أن الرقابة المالية والإدارية على مشروعات الشركة في الخارج لم تكن بالقوة التي هي على مشروعاتها بالداخل، ومن ذلك أن قرارات هاني ضاحي عن نشاطات وعمليات الشركة في ليبيا والتي كان ينفذها سعيد مصطفي بحذافيرها، والتي كانت سببًا في هذه الخسائر الفادحة،